. إلى أين سيقود تعنت النظام الأسدي المجرم والفاسد سوريا ؟


عن القدس العربي

القيادات الميدانية في سورية اصبحت اكثر تشددا واسلامية.. والمعارضة عاجزة عن السيطرة عليها 
خبير: لا يمكن زحزحة الاسد عن السلطة بدون تفكيك سورية

Rage

2012-03-22

(…)

تقول ‘تايم’ انه بعد عام من التضحيات وقتل اكثر من 8 الاف شخص، فان تحولا في مسار الانتفاضة قد حدث وادى الى خسارة العناصر المعتدلة الداعية للاحتجاج السلمي لصالح خيار التشدد وسيطرة العناصر المسلحة على الساحة، والذي اخذ شكلا طائفيا واسلامي النزعة. وتحول كهذا يشير الى بروز مقاومة على الطريقة العراقية حيث تقوم قيادات مجهولة وتعمل بالسر بعمليات مميتة ضد النظام، ولعل العامل المهم في هذا التحول هو الانسحاب الذي قال عنه الجيش الحر التكتيكي من المدن التي سيطر على مواقع واسعة فيها مثل حمص وادلب وغيرهما.
ويعتقد لانديز ان المعارضة العاملة في الميدان اصبحت اكثر ‘اسلامية وتطرفا’ وحذر قائلا انه في حالة فشل المجلس الوطني السوري بتجميع نفسه والتوحد فان فسيصبح كيانا لا قيمة له، ولا علاقة له بما يجري على الارض. وتظل المعادلة السورية في بعدها المحلي والعالمي معقدة ففي ظل غياب خيار التدخل الخارجي، والمخاوف من حرب اهلية فان احدا لا يمكنه التكهن بمسار الاحداث. وفي الوضع الحالي فان ما يقلق بال المراقبين هو السيناريو القادم بعد رحيل الاسد، ولهذا يعتقد باحثون مثل دانيال بيمان من جامعة جورج تاون انه من الصعب زحزحة سيطرة الاسد على سورية بدون تفكيك سورية نفسها، مما يعني ولادة دولة فاشلة تملك ترسانة من السلاح الكيماوي. ومهما يكن الامر فان الحديث ظل مركزا على المقاومة المسلحة ومواجهة النظام القمعية لها، لكن ما ينساه المحللون والتفت اليه جوناثان ستيل في تحليله في ‘الغارديان’ هذا الاسبوع فان هناك غالبية صامتة لا تحب النظام وتخشى من الثمن الفادح للخيار العسكري، وتأمل ان يتم الحل عبر الحوار.
وفي الوقت الحالي فان ايا من الطرفين ليس في مزاج الاستماع الى الاصوات المطالبة بالحوار، فالنظام يواصل معاركه على اكثر من جبهة فالمواجهات وان امتدت الى دمشق واحيائها فانها عادت الى حمص، حيث قال ناشطون ان اعدادا من السكان قتلوا فيما يهرب عدد اخر من بيوتهم بسبب هجمات ميليشيات النظام ‘الشبيحة’.