سيد الكلام في الثورة السورية


هل نحن حقا أبناء وطن واحد ؟
واحد واحد واحد… الشعب السوري واحد… !!!٠

عندما يُقتل السوري برصاصٍ سوري جاره السوري، أو قريبه السوري، أو ابن ضيعته السوري، أو ابن المدينة المجاورة السوري، لأنه يساند عقيدة جيّشها النظام، يحتار الفرد في تفسير الصور، وتسديد خطى الأفكار إلـى برّ الأمان،
كثُر الكلام، وحَجَم اللسان عن ترديد هزيل المنطق… فأين من السوريّ العقل واحترام قيم الإنسان لأخيه الإنسان ؟
التجييش الذكوري… التجييش العقائدي… ابن البلد ضد ابن البلد… والفرسان يتحدثون الآن لغة القنابل، والصمود والتصدي في مواجهة بغي النظام وإجرامه، وقصص المقابر الجماعية ترويها الجدات على مداخل الخيام، لطفل لم يتجاوز عمره فصول الربيع يذهب ليحلم بلعبة يتصيدها تباعا قناص النظام٠٠٠ 
والعدو يراقب، يتربص وجوه الأطفال عند حلول كوابيس الظلام٠٠٠ 
هُدم البلد وأصبحت مناطق عديدة منه أكواما، تلال ركام وحطام٠٠٠ 
منذ متى أصبح القتل سيد الموقف ؟ والعقيدة السياسية والدينية المتطرفة الفاصل والحكم بين أبناء البلد الواحد ؟
للموت رائحة كريهة… رائحة الجراح، رائحة الدم، رائحة المواجع، رائحة العنف، رائحة الدموع المجبولة بخبز المجازر٠٠٠

أليس النظام هو من أوصل سوريا إلى ما هي عليه الآن ؟ 

وتعم الفرحة قلوب الثوار والمعارضة حين تتم السيطرة على معاقل جيش الخصم الأسدي (العدو السوري)، تكبر الفرحة أكثر حين يتم تدمير المعقل العسكري، وتحييد خطره أبداً أبد… سخرية القدر تدفع المعارضة إلى الابتهاج لتدمير البنى العسكرية السورية، الفوقية والتحتية، على أيدٍ سورية، فقط لأنها كانت تحت سيطرة الطرف الخصم السوري… كيف يمكننا الابتهاج لتدمير المراكز العسكرية، والمدفعية والجوية والأرضية السورية ؟؟؟ ٠
إلى أين تتجه سوريا الآن، ومتى سيتوقف استنزاف المواطن، وتكفّ الأطراف عن تدمير البلد ؟
في الحرب الأمريكية ضد العراق، أشارت أصابع الاتهام إلى أمريكا التي عملت على تفكيك البلاد وتدميرها وتطييفها، فإلى من ستشير أصابع الاتهام بعد الانتهاء من الحرب السورية-السورية، وهل ستتجه فقط إلى العصابات الأسدية أم إلى أطراف خارجية وداخلية، عربية وإقليمية، دولية وعالمية ؟

أصبح التطرف والتعصب والعقيدة البعثية الأسدية والتيارات الإسلامية الجهادية، تطبق بشباكها على خناق الشعب، تتصيد العقول والنفوس والأرواح… وتفرز سمومها في مستنقعات البلد، تعمل على التجييش والتجنيد والتحشيد للسوري ضد السوري، ليملأ الحقد القلوب… ويصبح التطرف حاكم الأمر وحارسه، وقائده… ليتربع على عرش نظام يدا بيد يعمل على تدمير سوريا والشعب السوري٠٠٠

لتخرس العقول… ولتصمت الحكمة… فالرصاص أصبح سيد الكلام، الفاصل والحكم٠٠٠

Language-assourdissant2
Language-assourdissant

إلى «أصيل» في المندسة السورية: الأصالة معدن نادر… والمزيف منها لمعانه باهت… وما تم نقله (بتصرف) على صفحات المندسة نقلاً عن الموضوع أعلاه، وكما غيره من المواضيع والأفكار، دليل على أهمية وجدية المواضيع التي تُحرر هنا
… فأهلاً بالناقلين والقراء أجمعين٠٠٠ شكرا لذكر المصدر عند النقل